حوسبة الحوكمة
الحوسبة الإلكترونية هي إحدى ضرورات عملية النهضة والتنمية الشاملة والمستدامة، حيث تؤدي إلى التكامل الشمولي بين جميع مؤسسات الدولة (حكومية أو خاصة)؛ وتعزز مفهوم الحوكمة وتمكنه من الرقابة الفاعلة؛ وترشد القرارات؛ وتثبت أركان الديموقراطية؛ من خلال الأدوات التي تتيحها لقياس درجات النزاهة والشفافية والعدالة والشرعية والتمكين والمشاركة والمساءلة وسيادة القانون وغيرها من عناصر الحوكمة، كما تمكن من إجراء التقويم الآني وفي الوقت المناسب.
والشكل المبين أعلاه يوضح بعض عناصر الحوكمة بصفة عامة. لكن:
- ماهي الحوكمة التي يراد حوسبتها؟
- ولمن وعلى أي مستوى؟
- وما هي النماذج المثلى المستخدمة؟
- وكيف يمكن تطبيقها وضمان فاعليتها؟
- وما هي معايير الأداء القياسية التي بها يمكن قياسها والحكم عليها؟
- أيضا كيف تتم عمليات الحوسبة الرشيدة؟
- ثم كيف يتم التحليل والتصميم لهذه الحوكمة المحوسبة؟
- وما هي الأدوات والبرمجيات والخبرات اللازمة لعمليات التشييد والتطوير اللازمة لها؟
- وكذلك كيف تدار هذه العمليات برمتها؟
- كما أن هناك موضوع مهم يتعلق بالبيانات والتقارير والقرارات المتدفقة؛ والتي يوفرها نظام الحوكمة؛ فكيف يتم ذلك بكفاءة؟
- وكيف تحمى هذه البيانات ويحافظ عليها؟
- وهناك العديد من التساؤلات عن كيفية انعكاس أثر هذه الحوكمة المحوسبة على جوانب التنمية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية؟
كما سنتناول في هذا البحث بعض الجوانب العلمية المعمقة والتي يمكن تضمينها في عمليات التصميم والتطوير لبرامج الحوسبة مثل
إدخال مفاهيم وتقنيات:
- الذكاء الاصطناعي
- والنظم الخبيرة
- والشبكات العصبية
- والبرمجة الجينية
- والنماذج الاحتمالية
- والنماذج الفضفاضة أو الضبابية (وذلك نظرا لطبيعة الحوكمة التي تتميز معاييرها بالفضفاضية كالنزاهة والعدالة والموثوقية وغيرها).
- بحوث العمليات
- وغيرها من التقنيات اللازمة والضرورية جدا لجعل النموذج المنتج للحوكمة المحوسبة واقعيا يتناغم والتقلبات الديناميكية للأحداث المحلية والإقليمية والعالمية.
كل ذلك وغيره من الأسئلة الملحة والمطروحة على بساط البحث؛ تجدونه مطروحا ومطوفا به في هذه الدراسة.
ملاحظة هامة:
هذه الدراسة تهتم بالجانب التطبيقي والتطويري لنظم الحوكمة، وتحيل القارئ والدارس الذي يهتم بجذور المشكلة والجوانب النظرية والتاريخية للحوكمة إلى المصادر ذات الصلة.